الأقوال الواردة في الحروف المقطعة كما ذكرها بن عاشور في تفسيره.
درباره وبلاگ

اهلا ومرحبا بکم زوار الکرام
آخرین مطالب
پيوندها

تبادل لینک هوشمند
برای تبادل لینک  ابتدا ما را با عنوان مدینة الطب والحکمة و آدرس danial296.LXB.ir لینک نمایید سپس مشخصات لینک خود را در زیر نوشته . در صورت وجود لینک ما در سایت شما لینکتان به طور خودکار در سایت ما قرار میگیرد.





نويسندگان


ورود اعضا:

آمار وب سایت:  

بازدید امروز : 6
بازدید دیروز : 35
بازدید هفته : 79
بازدید ماه : 78
بازدید کل : 377133
تعداد مطالب : 219
تعداد نظرات : 6
تعداد آنلاین : 1

JavaScript Codes aq
رسالة خاصة
مدینة الطب والحکمة
طب وحکم مع الطبیب الروحانی دانیال ابراهیم
چهار شنبه 27 مهر 1390برچسب:, :: 3:59 PM ::  نويسنده : دانیال       

أنقل إليكم عن الطاهر بن عاشور ما أورده في تفسيره من الأقوال المأثورة في الحروف المقطعة. و قد صنّفها الطاهر بن عاشور إلى ثلاثة أنواع يدخل تحتها إحدى و عشرين قولا.

و الأنواع الثلاثة هي

1/ أنها رموز اقتضبت من كَلم أو جمل.
2/ أنها أسماء أو أفعال.
3/ أنّها مقصودة بأسمائها لأغراض داعية لذلك.


النوع الأوّل؛ أنها رموز اقتضبت من كَلم أو جمل.

و يندرج تحته ثمانية أقوال.

1/ الأول أنها علم استأثر " الله تعالى " به و نُسب هذا إلى الخلفاء الأربعة في روايات ضعيفة و لعلهم يثبتون إطلاع الله على المقصود منها رسوله صلى الله عليه و سلم، و قاله الشعبي و سفيان.

2/ و الثاني أنها حروف مقتضبة من أسماءٍ و صفاتٍ لله تعالى المفتتحة بحروف مماثلة لهذه الحروف المقطعة، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، و قاله محمد بن القرظي أو الربيع بن أنس. " فألم " مثلاً، الألف إشارة إلى أحد أو أول أو أزلي، و اللام إلى لطيف، و الميم إلى ملك أو مجيد، و نحو ذلك. و على هذا يحتاج في بيانها إلى توقيف و أنى لهم به.

3/ الثالث أنها رموز لأسماء الله تعالى و أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم و الملائكة. " فألم " مثلاً، الألف من الله، و اللام من جبريل، و الميم من محمد، قاله الضحاك. و لا بد من توقيف في كل فاتحة منها، و لعلنا سننبه على ذلك في مواضعه.

4/ الرابع. جزم الشيخ محي الدين في الباب الثامن والتسعين والمائة في الفصل 27 منه من كتابه «الفتوحات» أن هاته الحروف المقطعة في أوائل السور أسماء للملائكة، و أنها إذا تليت كانت كالنداء لملائكتها فتصغي أصحاب تلك الأسماء إلى ما يقوله التالي بعد النطق بها، فيقولون صدقت إن كان ما بعدها خبر، ويقولون هذا مؤمن حقاً نطق حقاً و أخبر بحق فيستغفرون له، و هذا لم يقله غيره و هو دعوى.

5/ الخامس أنها رموز كلها لأسماء النبي صلى الله عليه و سلم و أوصافه خاصة، قاله الشيخ محمد بن صالح المعروف بابن مُلوكة التونسي في «رسالة» له، قال إن كل حرف من حروف الهجاء في فواتح السور مكنى به عن طائفة من أسمائه الكريمة و أوصافه الخاصة، فالألف مكنى به عن جملة أسمائه المفتتحة بالألف كأحمد و أبي القاسم، و اللام مكنيّ به عن صفاته مثل لب الوجود، و الميم مكني به عن محمد و نحوه مثل مبشر و منذر، فكلها منادًى بحرف نداء مقدر بدليل ظهور ذلك الحرف في يس. ولم يَعْزُ هذا القول إلى أحد، و علق على هذه «الرسالة» تلميذه شيخ الإسلام محمد معاوية «تعليقة» أكثر فيها من التعداد، و ليست مما ينثلج لمباحثه الفؤاد (وهي و أصلها موجودة بخزنة جامع الزيتونة بتونس عدد 514).

ويرُدُّ هذا القولَ التزام حذف حرف النداء، و ما قاله من ظهوره في يس مبني على قول من قال: إن يس بمعنى يا سيد و هو ضعيف؛ لأن الياء فيه حرف من حروف الهجاء و لأن الشيخ نفسه عدَّ يس بعد ذلك من الحروف الدالة على الأسماء مدلولاً لنحو الياء من كهيعص.

6/ القول السادس أنها رموز لمدة دوام هذه الأمة بحساب الجُمَّل. قاله أبو العالية أخذاً بقصة رواها ابن إسحاق عن جابر بن عبد الله بن وثاب قال: «جاء أبو ياسر بن أخطب وحُيي بن أخطب وكعب بن الأشرف فسألوا رسول الله عن (ألم)، و قالوا هذا أجل هذه الأمة من السنين إحدى و سبعون سنة، فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال لهم (ص) و (المر)، فقالوا اشتبه علينا الأمر فلا ندري أبالقليل نأخذ أم بالكثير؟» ا هـ. و ليس في جواب رسول الله إياهم بعدة حروف أخرى من هذه الحروف المتقطعة في أوائل السور تقريرٌ لاعتبارها رموزاً لأعداد مدة هذه الأمة، و إنما أراد إبطال ما فهموه بإبطال أن يكون مفيداً لزعمهم على نحو الطريقة المسماة بالنقض في الجدل و مرجعُها إلى المَنع و المانع لا مذهب له. و أما ضحكه صلى الله عليه وسلم فهو تعجب من جهلهم.

7/ القول السابع أنها رموز، كل حرف رمز إلى كلمة فنحو: (ألم) أنا الله أعلم، و (ألمر) أنا الله أرى، و (ألـمص) أنا الله أعلم و أفصل، رواه أبو الضحى عن ابن عباس. و يوهنه أنه لا ضابط له، لأنه أخذ مرة بمقابلة الحرف بحرفِ أول الكلمة، و مرة بمقابلته بحرف وسط الكلمة أو آخرها. و نظروه بأن العرب قد تتكلم بالحروف المقطعة بدلاً من كلمات تتألف من تلك الحروف نظماً و نثراً، من ذلك قول زهير:

بالخير خيرات و إن شرٌّ فَإ...... و لا أُريد الشر إلا أنْ تَا

أراد و إن شر فشر وأراد إلا أن تَشا، فأتى بحرف من كل جملة. و قال الآخر (قرطبي):

ناداهم ألا الجموا ألا تا ...... قالوا جميعاً كلهم ألا فا

أراد بالحرف الأول ألا تركبون، و بالثاني ألا فاركبوا.

8/ القول الثامن أنها إشارات إلى أحوال من تزكية القلب، و جعَلها في «الفتوحات» في الباب الثاني إيماء إلى شعب الإيمان، و حاصله أن جملة الحروف الواقعة في أوائل سور القرآن على تكرار الحروف ثمانية و سبعون حرفاً، و الثمانية هنا هي حقيقة البضع، حصل له ذلك بالكشف فيكون عدد الحروف ثمانية و سبعين، و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضع وسبعون شعبة ". فهذه الحروف هي شعب الإيمان، و لا يكمل لأحد أسرار الإيمان حتى يعلم حقائق هذه الحروف في سورها. وكيف يزعم زاعم أنها واردة في معان غير معروفة مع ثبوت تلقي السامعين لها بالتسليم من مؤمن و معاند، و لو لا أنهم فهموا منها معنى معروفاً دلت عليه القرائن لسأل السائلون و تورك المعاندون.

قال القاضي أبو بكر بن العربي: " لولا أن العرب كانوا يعرفون لها مدلولاً متداولاً بينهم لكانوا أول من أنكر ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم بل تلا عليهم (حم فصلت و ص) وغيرهما فلم ينكروا ذلك مع تشوفهم إلى عثرة وحرصهم على زلة " قلت وقد سألوا عن أوضح من هذا فقالوا (و ما الرحمن)، و أما ما استشهدوا به من بيت زهير و غيره فهو من نوادر كلام العرب، و مما أخرج مخرج الألغاز و التمليح، و ذلك لا يناسب مقام الكتاب المجيد.




النوع الثاني؛ أنها أسماء أو أفعال.

و يندرج تحته أربعة أقوال.

9/ التاسع في عداد الأقوال، في أولها لجماعة من العلماء و المتكلمين و اختاره الفخر أنها أسماء للسور التي وقعت فيها، قاله زيد بن أسلم و نسب لسيبويه في كتابه باب أسماء السور من أبواب ما لا ينصرف أو للخليل ونسبه صاحب «الكشاف» للأكثر، و يعضده وقوع هاته الحروف في أوائل السور فتكون هاته الحروف قد جعلت أسماء بالعلامة على تلك السور، وسميت بها كما نقول الكراسة ب و الرزمة ج، و نظّره القفال بما سمت العرب بأسماء الحروف كما سموا لاَمَ الطائي والد حارثة، و سموا الذهب عَيْن، و السحاب غَيْن، و الحوتَ نونْ، و الجبل قاف، و أقول، و حاء قبيلة من مَذحج، و قال شريح بن أوفى العنسي أو العبسي:

يذكرني حَامِيمَ والرمحُ شاجر......فهَلاَّ تلا حاميمَ قبل التقدم

يريد حم عسق التي فيها ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى).

و يبعد هذا القول بعداً مَّا إن الشأن أن يكون الاسم غير داخل في المسمى و قد وجدنا هذه الحروف مقروءة مع السور بإجماع المسلمين، على أنه يرده اتحاد هذه الحروف في عدة سور مثل آلم و آلر و حم. و أنه لم توضع أسماء السور الأخرى في أوائلها.

10/ القول العاشر، و قال جماعة إنها أسماء للقرآن اصطلح عليها، قاله الكلبي و السدي وقتادة، و يبطله أنه قد وقع بعد بعضها ما لا يناسبها لو كانت أسماء للقرآن، نحو (آلم غلبت الروم)، و (آلم أحسب الناس).

11/ القول الحادي عشر أن كل حروفٍ مركبةِ منها هي اسم من أسماء الله، رووا عن علي أنه كان يقول يا كهيعص يا حم عـسـق، و سكت عن الحروف المفردة فيُرجع بها إلى ما يناسبها أن تندرج تحته من الأقوال، و يبطله عدم الارتباط بين بعضها و بين ما بعده لأن يكون خبراً أو نحوه عن اسم الله مثل (الم ذلك الكتاب)، (آلمص، كتاب أنزل إليك).

12/ الثاني عشر قال الماوردي: هي أفعال فإن حروف المص كتاب فعل، ألمّ بمعنى نزل، فالمراد ( آلم ذلك الكتاب ) أي نزل عليكم، ويبطل كلامه أنها لا تُقْرَأ بصيغ الأفعال، على أن هذا لا يتأتى في جميعها نحو كهيعـص و أَلمص و الر، و لولا غرابة هذا القول لكان حرياً بالإعراض عنه.



النوع الثالث؛ أنّها مقصودة بأسمائها لأغراض داعية لذلك.

و يندرج فيه ما تبقى من الأقوال.

13/ القول الثالث عشر: أن هاته الحروف أقسم الله تعالى بها كما أقسم بالقلم تنويهاً بها لأن مسمياتها تألفت منها أسماء الله تعالى وأصول التخاطب و العلوم، قاله الأخفش. و قد وهن هذا القول بأنها لو كانت مقسماً بها لذكر حرف القسم إذ لا يحذف إلا مع اسم الجلالة عند البصريين و بأنها قد ورد بعدها في بعض المواضع قسم نحو: (ن و القلم) و (حم والكتاب المبين). قال صاحب الكشاف: وقد استكرهوا الجمع بين قسمين على مقسم واحد حتى قال الخليل في قوله تعالى (و الليل إذا يغشى و النهار إذا تجلى) أن الواو الثانية هي التي تضم الأسماء للأسماء أي واو العطف، و الجواب عن هذا أن اختصاص الحذف باسم الجلالة مختلف فيه و أن كراهية جمع قسمين تندفع بجعل الواو التالية لهاته الفواتح واو العطف على أنهم قد جمعوا بين قسمين، قال النابغة:

واللَّهِ واللَّهِ لَنِعْمَ الفتى الْـ.......ـحارثُ لا النكسُ ولا الخاملُ

14/ القول الرابع عشر: أنها سيقت مساق التهجي مسرودة على نمط التعديد في التهجية تبكيتاً للمشركين و إيقاظاً لنظرهم في أن هذا الكتاب المتلو عليهم، و قد تُحدوا بالإتيان بسورة مثله، هو كلام مؤلف من عين حروف كلامهم كأنه يغريهم بمحاولة المعارضة و يستأنس لأنفسهم بالشروع في ذلك بتهجي الحروف و معالجة النطق تعريضاً بهم بمعاملتهم معاملة من لم يعرف تقاطيع اللغة، فيلقنها كتهجي الصبيان في أول تعلمهم بالكتّاب حتى يكون عجزهم عن المعارضة بعد هذه المحاولة عجزاً لا معذرة لهم فيه، و قد ذهب إلى هذا القول المبرد و قطرب و الفراء، قال في الكشاف و هذا القول من القوة و الخلافة بالقبول بمنزلة، وقلت و هو الذي نختاره وتظهر المناسبة لوقوعها في فواتح السور أن كل سورة مقصودة بالإعجاز لأن الله تعالى يقول: (فأتوا بسورة من مثله). فناسب افتتاح ما به الإعجاز بالتمهيد لمحاولته و يؤيد هذا القول أن التهجي ظاهر في هذا المقصد فلذلك لم يسألوا عنه لظهور أمره و أن التهجي معروف عندهم للتعليم فإذا ذكرت حروف الهجاء على تلك الكيفية المعهودة في التعليم في مقام غير صالح للتعليم عرف السامعون أنهم عوملوا معاملة المتعلم لأن حالهم كحاله في العجز عن الإتيان بكلام بليغ، و يعضد هذا الوجه تعقيب هاته الحروف في غالب المواقع بذكر القرآن و تنزيله أو كتابيته إلا في (كهيعص) و (الم أحسِب الناسُ) و (الم غلبت الروم).

ووجه تخصيص بعض تلك الحروف بالتهجي دون بعض، و تكرير بعضها لأمر لا نعلمه و لعله لمراعاة فصاحة الكلام، و يؤيده أن معظم مواقع هذه الحروف في أوائل السور المكية عدا البقرة على قول من جعلوها كلها مدنية و آل عمران، و لعل ذلك لأنهما نزلتا بقرب عهد الهجرة من مكة و أن قصد التحدي في القرآن النازل بمكة قصد أولي، و يؤيده أيضاً الحروف التي أسماؤها مختومة بألف ممدودة مثل الياء و الهاء و الراء و الطاء و الحاء قرئت فواتح السور مقصودة على الطريقة التي يتهجى بها للصبيان في الكتَّاب طلباً للخفة كما سيأتي قريباً في آخر هذا المبحث من تفسير (الم).

15/ القول الخامس عشر: أنها تعليم للحروف المقطعة حتى إذا وردت عليهم بعد ذلك مؤلفة كانوا قد علموها كما يتعلم الصبيان الحروف المقطعة، ثم يتعلمونها مركبة، قاله عبد العزيز بن يحيى. يعني إذ لم يكن فيهم من يحسن الكتابة إلا بعض المدن كأهل الحيرة و بعض طيء و بعض قريش و كنانة من أهل مكة، و لقد تقلبت أحوال العرب في القراءة والكتابة تقلبات متنوعة في العصور المختلفة، فكانوا بادىء الأمر أهل كتابة لأنهم نزحوا إلى البلاد العربية من العراق بعد تبلبل الألسن، والعراق مهد القراءة و الكتابة، و قد أثبت التاريخ أن ضخم بن إرم أول من علم العرب الكتابة و وضع حروف المعجم التسعة و العشرين، ثم إن العرب لما بادوا (أي سكنوا البادية) تناست القبائل البادية بطول الزمان القراءة و الكتابة، و شغلهم حالهم عن تلقي مبادىء العلوم، فبقيت الكتابة في الحواضر كحواضر اليمن و الحجاز، ثم لما تفرقوا بعد سيل العرم نقلوا الكتابة إلى المواطن التي نزلوها فكانت طيء بنجد يعرفون القراءة و الكتابة، و هم الفرقة الوحيدة من القحطانيين ببلاد نجد و لذلك يقول أهل الحجاز و نجد إن الذين وضعوا الكتابة ثلاثة نفر من بني بولان من طيء يريدون من الوضع أنهم علموها للعدنانيين بنجد، وكان أهل الحيرة يعلمون الكتابة فالعرب بالحجاز تزعم أن الخط تعلموه عن أهل الأنبار و الحيرة، و قصة المتلمس في كتب الأدب تذكرنا بذلك إذ كان الذي قرأ له الصحيفة غلام من أغيلمة الحيرة.

ولقد كان الأوس و الخزرج مع أنهم من نازحة القحطانيين، قد تناسوا الكتابة إذ كانوا أهل زرع و فروسية و حروب، فقد ورد في السير أنه لم يكن أحد من الأنصار يحسن الكتابة بالمدينة و كان في أسرى المشركين يوم بدر من يحسن ذلك فكان من لا مال له من الأسرى يفتدي بأن يعلم عشرة من غلمان أهل المدينة الكتابة فتعلم زيد بن ثابت في جماعة، و كانت الشفاء بنت عبد الله القرشية تحسن الكتابة و هي علمتها لحفصة أم المؤمنين. و يوجد في أساطير العرب ما يقتضي أن أهل الحجاز تعلموا الكتابة من أهل مدين في جوارهم فقد ذكروا قصة و هي أن المحض بن جندل من أهل مدين و كان ملكاً كان له ستة أبناء و هم: أبجد، و هوز، و حطي، و كلمن، و سعفص، و قرشت، فجعل أبناءه ملوكاً على بلاد مدين و ما حولها فجعل أبجد بمكة و جعل هوزاً و حطياً بالطائف و نجد، و جعل الثلاثة الباقين بمدين، و أن كلمناً كان في زمن شعيب و هو من الذين أخذهم عذاب يوم الظلة قالوا فكانت حروف الهجاء أسماء هؤلاء الملوك ثم ألحقوا بها ثخذ و ضغط، فهذا يقتضي أن القصة مصنوعة لتلقين الأطفال حروف المعجم بطريقة سهلة تناسب عقولهم و تقتضي أن حروف ثخذ و ضغظ لم تكن في معجم أهل مدين فألحقها أهل الحجاز، و حقاً إنها من الحروف غير الكثيرة الاستعمال و لا الموجودة في كل اللغات، إلا أن هذا القول يبعده عدم وجود جميع الحروف في فواتح السور بل الموجود نصفها كما سيأتي بيانه من كلام «الكشاف».

16/ القول السادس عشر: أنها حروف قصد منها تنبيه السامع مثل النداء المقصود به التنبيه في قولك يَافتى لإيقاظ ذهن السامع، قاله ثعلب و الأخفش و أبو عبيدة، قال ابن عطية كما يقول في إنشاد أشهر القصائد لاَ و بل لا، قال الفخر في تفسير سورة العنكبوت: إن الحكيم إذا خاطب من يكون محل الغفلة أو مشغول البال يُقدِّم على الكلام المقصود شيئاً ليلفت المخاطب إليه بسبب ذلك المقدم ثم يشرع في المقصود فقد يكون ذلك المقدم كلاماً مثل النداء و حروفِ الاستفتاح، و قد يكون المقدم صوتاً كمن يصفق ليُقْبِل عليه السامع فاختار الحكيم للتنبيه حروفاً من حروف التهجي لتكون دلالتها على قصد التنبيه متعينة إذ ليس لها مفهوم فتمحضت للتنبيه على غرض مهم.

17/ القول السابع عشر: أنها إعجاز بالفعل و هو أن النبي الأمي الذي لم يقرأ قد نطق بأصول القراءة كما ينطق بها مهرة الكتبة فيكون النطق بها معجزة و هذا بيِّن البطلان لأن الأمي لا يعسر عليه النطق بالحروف.

18/ القول الثامن عشر: أن الكفار كانوا يُعرضون عن سماع القرآن فقالوا: (لا تسمعوا لهذا القرآن و الغَوْا فيهفأوردت لهم هذه الحروف ليقبلوا على طلب فهم المراد منها فيقع إليهم ما يتلوها بلا قَصد، قاله قُطرب و هو قريب من القول السادس عشر.

19/ القول التاسع عشر: أنها علامة لأهل الكتاب وُعدوا بها من قِبَل أنبيائهم أن القرآن يفتتح بحروف مقطعة.

20/ القول العشرون: قال التبريزي: علم الله أن قوماً سيقولون بقدم القرآن فأراهم أنه مؤلف من حروف كحروف الكلام، وهذا وهم لأن تأليف الكلام من أصوات الكلمات أشد دلالة على حدوثه من دلالة الحروف المقطعة لقلة أصواتها.

21/ القول الحادي والعشرون: روي عن ابن عباس أنها ثناء أثنى الله به على نفسه و هو يرجع إلى القول الأول أو الثاني.
 



نظرات شما عزیزان:

نام :
آدرس ایمیل:
وب سایت/بلاگ :
متن پیام:
:) :( ;) :D
;)) :X :? :P
:* =(( :O };-
:B /:) =DD :S
-) :-(( :-| :-))
نظر خصوصی

 کد را وارد نمایید:

 

 

 

عکس شما

آپلود عکس دلخواه: